الأحد، 26 فبراير 2017

تسلط القرين: الأسباب, العلامات,العلاج..!!


الحمد لله, اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أسباب تسلط القرين:

حسب ما استقرأته من الشرع والواقع، فإن هناك سبعة أسباب غالبا ما تجعل القرين يتسلط بالوسوسة الشديدة على الإنسان، وهي كالآتي:

1 - عدم تحقيق الإيمان بالله تعالى كما يحب سبحانه ويرضى، وضعف اليقين فيه تعالى، قال عز وجل : [ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ] سورة النحل، الآية:99

2 - البعد عن ذكر الله تعالى , تأمل ما قاله ربنا سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) سورة الزخرف الآية :36

3 - الصدمات النفسية: مثل إجبار الانسان على فعل أمر لا يريده, ويكون الأمر أشد حين يتأتى من الأسرة , أو أن يفتقد الانسان عزيزا عليه، أو الإحباط: ويحصل هذا, حين يهتم الانسان بأمر ما وينشغل به ,ثم يحدث عكس ما كان ينتظره

4 - الروتين: ومعناه الجمود وتكرار الأعمال اليومية, فقد يحدث الملل والضجر والغضب وعدم الاستقرار, النفسي، وبالتالي يمهد الطريق للقرين ليتسلط على الانسان

5 - الفراغ, ففي هذه الحالة التي يكون فيها الانسان فارغا, يجد القرين مدخلا كبيرا ليشتت ذهن الانسان ويجعل الأفكار السلبية تتراكم عليه

6 - العين والحسد، وهاتان الإصابتان يهيجان الخلط الدموي فيستفيد القرين من ذلك ويتسلط لأنه يجري مجرى الدم

7-  السحر، فقد يصاب الإنسان ببعض الأسحار فتوفر مناخا ملائما لتسلط القرين

علامات تسلط القرين:

غالبا ما يعاني المصاب من هذه الأعراض:

* خوف شديد بلا سبب، خاصة من الموت والقبر، والخوف من فقدان الأحباب، وأيضا تجد المصاب يخاف من الإصابة بالأمراض الخبيثة، فيسارع إلى الفحوصات الطبية بمجرد الشك في وجود مرض

* الشك في أمور العقيدة، فيشعر المصاب بفكرة قوية جدا تشكك في وجود الله وفي قيام الساعة وفي وجود عالم البرزخ، وفي غير ذلك

* الملل واليأس الدائمان، فيجد المصاب نفسه يائسا من الحياة، متشائما في كل شيء، ويفكر كثيرا في الانتحار

* الرغبة الشديدة في البكاء، خاصة إذا حدث أحدا عن معاناته

علاج تسلط القرين:

الخطوة الأولى: الإعراض عن الوساوس والانتهاء عن التركيز معها

من أنجع العلاجات التي تدمر الوسواس القهري الشيطاني والنفسي المتعلق بالعقيدة والعبادات والطهارة والمعاملات والعلاقات، أن تعرض عن الوسوسة جملة وتفصيلا ،وتنتهي عن التركيز مع ما يرد على القلب من هذه الوساوس ،فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ، وَلْيَنْتَهِ, رواه مسلم.

وقد سئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: ’’ له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها.... وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته’’

الخطوة الثانية:

* كثرة ذكر الله تعالى, فعن ابن عباس رصي الله عنهما, قال : " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس "

* قراءة القرآن الكريم, قال قيس بن الحجاج: قال لي الشيطان دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن مثل العصفور، قلت: ولم ذلك؟ قال: تذيبني بكتاب الله

* تجنب الفراغ والعزلة والروتين

* بعد كل صلاة، تضع يدك اليمنى على صدرك ثم تقول "" أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه "" سبع مرات، ثم تقرأ سورة الناس سبع مرات بصوت عال وبخشوع وحضور قلب، ثم تقرأ كل آية سبع مرات

بعد ذلك تكرر ( من شر الوسواس ) سبع مرات، ثم تقرأ ( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس ) سبع مرات، وبعد ذلك تقرأ ( الذي يوسوس في صدور الناس ) سبع مرات

* ثم تقرأ: "" أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ""، سبع مرات

* الحجامة جيدة جدا في التخفيف من وقع تسلط القرين

ثم تذكر أن السلاح بضاربه والعبرة بقوة اليقين وصدق التوجه إلى الله العظيم
افعل هذا بعد كل صلاة لمدة شهر وسترى ما يسرك بإذن الله تعالى

نسأل الله السلامة والعافية في الدارين


الكاتب: ++ أبو همام الراقي ++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق